Admin Admin
عدد المساهمات : 267 تاريخ التسجيل : 11/03/2012
| موضوع: نداء السلام بقلم الكاتب / رشاد ولسن الإثنين 30 يوليو 2012 - 20:57 | |
|
نداء السلام بقلم الأخ / رشاد ولسن
السلام العالمي هدف نبحث عنه و لا ندركه لأنَّه قد ذبح منذ بدء الخليقة و ترك الناس طريق السلام وسلكوا طريق الظلام والسلام بعيد عن الأشرار.
وقد نظمت قصيدة بعنوان ” دعوة إلى التوبة “ ألفتها في ٨ / ١٢ / ١٩٩٨
أدوِّن منها بعض الأبيات : - أيَّتها الشعوب قد زادت الكروب** قد عمَّ الانتقام و شبَّت الحروب محافلٌ تقامُ تقترح السلام*********لكنَّه كلام ليس له وجوب و يُعقد أتِّفاقٌ جميعه نفاق*****يتبعه إحتراق والصخر لا يذوب نرتكب المعاصي ونصنع المآسي**** و كلُّنا نقاسي فليتنا نتوب
هيَّا بنا نبحث بإيجاز عن أسباب نزع السلام من الأرض و منها : - ١- الطمع:- الذي يبدأ بالحسد الذي يتمنَّى الخراب للناجحين بدلاً من السعي إلى النجاح مثلهم و يتبع ذلك الخصام والتعدي. ٢- السخرية:- و هي نتيجة للكبرياء و الغيظ و الحقد و إحتقار الآخر بسبب اللون و العقيدة و اللغة و الجنس. ٣- الضوضاء:- و تعبِّر عن الرغبة في التسلُّط و نشر المعتقدات بالقوَّة و إقلاق راحة الآخرين ممَّا يؤدِّي للتوتُّر العصبي. ٤ – التدخُّل في شئون الآخرين:- ممَّا ينتج عنه المشاجرات بسبب إشاعة المذمَّات والظنون الرديَّة واجبار الناس على سلوك و أزياء معينة و ملابس تخفي شخصياتهم ليستطيعوا التدخل و العدوان على الآخرين. ٥- الملكية الوهميَّة:- الصراع على إمتلاك الأرض بدعاوي سياسية بسبب طمع الحكام الذين يقتلون الشباب للدفاع عن كل شبر منها متوهمين أنَّها ملك لنا في حين أنّهاَ ملك الخالق و ليست أرض الأجداد الذين ماتوا وتركوها لخالقها و مالكها و نحن سنموت مثلهم فجميعنا غرباء و نزلاء عليها فلماذا نتقاتل على ما هو ملك لغيرنا. ٦- التعصُّب:- و هو الإصرار على أراء و مبادئ غير قابلة للمناقشة و أصحابها يستخدمون العنف غالبًا لنشر مبادئهم الدينية السياسيَّة بالقوة مما يمهد لقيام الثورات والاحتجاجات وينتشر القتل و ينزع السلام بسبب تدخل رجال الدين في السياسة. ٧ – الظلم:- الظم بدعوى دينية أو عرقية أو جغرافية أو بسبب اللون مما يولِّد الكبت و الإنفجار ممَّا يؤدِّي للثورات و سفك الدماء.
لذلك أعتقد أنْ تطبيق مبدأ ” أنت حُر ما لم تضُر ” هو ما نحتاجه لإقرار السلام ولا نجعل من أنفسنا رقباء على سلوك الآخرين و لا يجوز القبض عليهم و محاكمتهم ما داموا متوافقين معًا و لم يضرُّوا غيرهم و لا نُجبر الغير على السلوك مثلنا و نبتعد عن الطمع و السخرية والضوضاء و التدخُّل في شئون الآخرين وننبذ التعصُّب و الظلم و لا نقول هذه أرضي أنا و نستولي عليها بالزور و نقتل من أجلها غيرنا الذين إشتروها بطريقةٍ قانونيَّة وعلى المستوى الدولي نجهِّز الجيوش ونكدِّس السلاح ونشعل الحروب و الدمار و نخترع لها ستار. تصوروا معي يا أصدقاء السلام لو أنَّ الأموال التي أُنفقت على الحروب الأهليَّة و الدوليَّة صُرفت على البحوث العلميَّة و الإقتصاديَّة و الأدبيَّة و الفنيَّة و كل ما ينفع الناس لأصبحت الأرض جنَّة خاليةً من البؤس و الفقر و الجهل و المرض، فكم قتلت الحروب و المنازعات شبابًا و رجالاً ونساءً و أطفالاً لو عاشوا لكان منهم العلماء و المخترعين في مجالات الطب و الجراحة و الدواء و الهندسة و الإقتصاد و الآداب و العمل و الفن و التعليم و غير ذلك من وسائل الرفاهية و الراحة الذين كان من الممكن أن يجعلوا الإنسانيَّة أكثر سعادة وحضارة و امتلأت الجبال بالخيرات و تحوَّلت الصحارى إلى بساتين تحت ظلال السلام. ما أفدح الخسائر التي خسرناها ماديًّا و بشريًّا فقد خسرنا الكثير و الكثير مما لا أستطيع حصره ، الماضي المؤلم مرَّ و زال فليتنا نستطيع أن ننقذ الحاضر.
أنا أحلم بعالم واحد إسمه العالم الأفضل له رئيس واحد و حكومات فيدراليَّة بالإنتخابات النزيهة لفترات محددة ليس هدفها التسلُّط بل نشر السلام و التعاون و الأمن في كل دول العالم و تنزع الأسلحة و لا توجد جيوش فيما بعد بل نظام للشرطة في كل دولة مترابط مع جميع الأنظمة في كل دول العالم التي يعمل رؤساء وزاراتها لنشر السلام و الأمن في كل أنحاء العالم وتُفتح الحدود للزراعة و الصناعة و التجارة و يتفرَّغ الناس بجميع أجناسهم و ألوانهم وعقائدهم للبناء و التعمير بدلاً من التخريب و التدمير و يزول الحقد و الانتقام فيسود الوئام و ينتشر السلام.
| |
|