Admin Admin
عدد المساهمات : 267 تاريخ التسجيل : 11/03/2012
| موضوع: العبادة العقلية عظة للأخ / رشاد ولسن الأحد 28 ديسمبر 2014 - 11:21 | |
| العبادة العقلية عظة للأخ / رشاد ولسن «فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِرَأْفَةِ اللهِ أَنْ تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ عِبَادَتَكُمُ الْعَقْلِيَّةَ»( رومية ١٢ : ١ ).العبادة كلمة أصولها من كلمة عبد و هي أن يضع الانسان روحه و نفسه و جسده بمحبة تحت عبودية الخالق قائلاً مع العبد العبراني «احِبُّ سَيِّدِي. لا اخْرُجُ حُرّا»( خروج ٢١ : ٥ ) فكان« يُقَدِّمُهُ سَيِّدُهُ الَى اللهِ وَيُقَرِّبُهُ الَى الْبَابِ أوْ الَى الْقَائِمَةِ وَيَثْقُبُ سَيِّدُهُ اذْنَهُ بِالْمِثْقَبِ فَيَخْدِمُهُ الَى الابَدِ.»( خروج ٢١ : ٢٦ ) ونحن كمسيحيين إن كانت عبوديتنا للرب الإله يسوع المسيح تشبه ثقب الأذن لكننا بسرور نضع أنفسنا عبيدا للرب يسوع المسيح الذي ثقبت يداه ورجلاه على الصليب وثقبت رأسه بإكليل الشوك وتمزق لحم وعظام ظهره بالجلدات القاسية من عساكر الرومان القساة و طعن بالحربة في جنبه و أخذ صورة العبد ليحررنا كما هو مكتوب عنه «الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً لِلَّهِ. لَكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذاً صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِراً فِي شِبْهِ النَّاسِ. وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ»( فيلبي ٢ : ٦ – ٨ ) و إن كان الرب الإلَه يسوع جعلنا أولاد كما هو مكتوب « وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ»( يوحنَّا ١ : ١٢ ) وقال الرب الإلَه يسوع «لاَ أَعُودُ أُسَمِّيكُمْ عَبِيداً لأَنَّ الْعَبْدَ لاَ يَعْلَمُ مَا يَعْمَلُ سَيِّدُهُ لَكِنِّي قَدْ سَمَّيْتُكُمْ أَحِبَّاءَ لأَنِّي أَعْلَمْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي»( يوحنا ١٥ : ١٥) والرب الإلَه الروح القدس يشهد لأرواحنا أنا أولاد الله كما هو مكتوب« اَلرُّوحُ نَفْسُهُ أَيْضاً يَشْهَدُ لأَرْوَاحِنَا أَنَّنَا أَوْلاَدُ اللهِ»(رومية ٨ : ١٦ ) و الرب الإلَه الآب أحبنا و جعلنا أولاد الله كما هو مكتوب« أُنْظُرُوا أَيَّةَ مَحَبَّةٍ أَعْطَانَا الآبُ حَتَّى نُدْعَى أَوْلاَدَ اللهِ!»( ١ يوحنًّا ٣ : ١ ) بل أننا سنكون إخوة الرب الإلَه يسوع المسيح كما هو مكتوب عنا أننا سنكون «مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ لِيَكُونَ هُوَ بِكْراً بَيْنَ إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ.»(رومية ٨ : ٢٩ ) وبما أننا سنكون أولاد و أحباء وبنين وبنات و إخوة و أخوات للرب الإلَه يسوع المسيح لكننا غير مستحقين أن ندعو أنفسنا عبيدا للرب الإله الآب و الرب الإلَه الروح القدس و الرب الإله يسوع بل نكون عبيدا له كما كان الرسل الكرام يدعون أنفسهم عبيدا للرب الإله يسوع كما هو مكتوب «بُولُسُ عَبْدٌ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ الْمَدْعُوُّ رَسُولاً الْمُفْرَزُ لإِنْجِيلِ اللهِ» (رومية ١ : ١ )«بُولُسُ وَتِيمُوثَاوُسُ عَبْدَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ»( فيليي ١ : ١ )«بُولُسُ، عَبْدُ اللهِ، وَرَسُولُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ»( تيطس ١ : ١ )«يَعْقُوبُ، عَبْدُ اللَّهِ وَالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ»( يعقوب ١ : ١ ) سِمْعَانُ بُطْرُسُ عَبْدُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ وَرَسُولُهُ»(٢بطرس ١ : ١ )«يَهُوذَا، عَبْدُ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَأَخُو يَعْقُوبَ»( يهوذا١ : ١ ) بل نكون عبيدا للإخوة من أجل الرب الإله يسوع كما هو مكتوب «فَإِنَّنَا لَسْنَا نَكْرِزُ بِأَنْفُسِنَا، بَلْ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبّاً، وَلَكِنْ بِأَنْفُسِنَا عَبِيداً لَكُمْ مِنْ أَجْلِ يَسُوعَ»( ٢ كورنثوس٤ : ٥ ) و العبودية مع سيدنا الرب الإله يسوع المسيح هي معرفة الحق الذي يؤكد أنه الفادي و أن العبودية معه هي أعظم حرية فقد قال بفمه الطاهر« وَتَعْرِفُونَ الْحَقَّ وَالْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ»( يوحنَّا ٨ : ٣٢ )«فَإِنْ حَرَّرَكُمْ الاِبْنُ فَبِالْحَقِيقَةِ تَكُونُونَ أَحْرَاراً»( يوحنَّا ٨ : ٣٦ )و نحن المسيحيين نعبد ربنا بالروح عبادة عقلية لأن العقل هو مركز الروح كما هو مكتوب «وَلَكِنَّ فِي النَّاسِ رُوحاً وَنَسَمَةُ الْقَدِيرِ تُعَقِّلُهُمْ»(أيوب ٣٢ : ٨ ) ونحن «نَعْبُدُ اللهَ بِالرُّوحِ، وَنَفْتَخِرُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، وَلاَ نَتَّكِلُ عَلَى الْجَسَدِ»(فيلبي ٣ : ٣ ) فعبادتنا العقلية بها«نَعْبُدَ بِجِدَّةِ الرُّوحِ لاَ بِعِتْقِ الْحَرْفِ»( رومية٧ : ٦ ) و جدة الروح هي أن عمل قوة الرب الإلَه الروح القدس عملاً جديدًا مستمرًا في كل العصور وليس لعصر مر و انتهى لأن قوة كلمة الرب متجددة دائمًا في كل العصور و في كل مكان بقوة عمل الروح القدس لذلك يقول الرسول بولس «بِقُوَّةِ آيَاتٍ وَعَجَائِبَ بِقُوَّةِ رُوحِ اللهِ. حَتَّى إِنِّي مِنْ أُورُشَلِيمَ وَمَا حَوْلَهَا إِلَى إِللِّيرِيكُونَ قَدْ أَكْمَلْتُ التَّبْشِيرَ بِإِنْجِيلِ الْمَسِيحِ.»( رومية١٥ : ١٩ ). والعبادة العقلية هي عبادة الروح التي مركزها العقل كما هو مكتوب « وَلَكِنَّ فِي النَّاسِ رُوحاً وَنَسَمَةُ الْقَدِيرِ تُعَقِّلُهُمْ.»(أيوب ٣٢ : ٨ ) و إيمانها إيمان عقلي« يَرْتَئِيَ إِلَى التَّعَقُّلِ كَمَا قَسَمَ اللهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِقْدَاراً مِنَ الإِيمَانِ. »( رومية ١٢ : ٣ ) هذا الإيمان العقلي مبني على الفهم كما هو مكتوب « بِالإِيمَانِ نَفْهَمُ » (عبرانيين ١١ : ٣ ) فليس إيماننا المسيحي هو إيمان الجهلاء الذين « لاَ يَعْرِفُونَ وَلاَ يَفْهَمُونَ لأَنَّهُ قَدْ طُمِسَتْ عُيُونُهُمْ عَنِ الإِبْصَارِ وَقُلُوبُهُمْ عَنِ التَّعَقُّلِ »(إشعياء ٤٤ : ١٨ ) والقلب ليس العضلة التي تضخ الدم بل هو مركز الفكر البشري العملي الذي يشمل الضمير و الذهن و العقل فالضمير يحذر و الذهن يفكر و العقل يدبر و قد تركزت العبادة قبل الشريعة على ناموس الضمير كما هو مكتوب«لأَنَّهُ الأُمَمُ الَّذِينَ لَيْسَ عِنْدَهُمُ النَّامُوسُ مَتَى فَعَلُوا بِالطَّبِيعَةِ مَا هُوَ فِي النَّامُوسِ فَهَؤُلاَءِ إِذْ لَيْسَ لَهُمُ النَّامُوسُ هُمْ نَامُوسٌ لأَنْفُسِهِمِ الَّذِينَ يُظْهِرُونَ عَمَلَ النَّامُوسِ مَكْتُوباً فِي قُلُوبِهِمْ شَاهِداً أَيْضاً ضَمِيرُهُمْ وَأَفْكَارُهُمْ »(رومية ٢ : ١٤ ، ١٥ ) أما بعد شريعة موسى فتم التركيز على ناموس الذهن الذي هو مركز النفس كما هو مكتوب «إِذاً أَنَا نَفْسِي بِذِهْنِي أَخْدِمُ نَامُوسَ اللهِ وَلَكِنْ بِالْجَسَدِ نَامُوسَ الْخَطِيَّةِ »(رومية ٧ : ٢٥) وهذا الناموس لم يعتق الإنسان كما هو مكتوب « وَلَكِنِّي أَرَى نَامُوساً آخَرَ فِي أَعْضَائِي يُحَارِبُ نَامُوسَ ذِهْنِي وَيَسْبِينِي إِلَى نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ الْكَائِنِ فِي أَعْضَائِي »( رومية ٧ : ٢٣ ) ولكن بعد يوم الخمسين تم التركيز على ناموس العقل بعد حلول موعد الروح القدس الذي أعلن عن معموديته بالعلامة الوحيدة وهي التكلم بألسنة كما هو مكتوب« وَامْتَلأَ الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَابْتَدَأُوا يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ أُخْرَى كَمَا أَعْطَاهُمُ الرُّوحُ أَنْ يَنْطِقُوا »( أعمال الرسل ٢ : ٤ ) و مكتوب لأَنَّهُ إِنْ كُنْتُ أُصَلِّي بِلِسَانٍ فَرُوحِي تُصَلِّي »( ١ كورنثوس١٤: ١٤ ) والروح مركزها العقل كما هو مكتوب « وَلَكِنَّ فِي النَّاسِ رُوحاً وَنَسَمَةُ الْقَدِيرِ تُعَقِّلُهُمْ »(أيوب ٣٢ : ٨ ) و عندما يتصل الروح القدس بروح الإنسان المؤمن يعتقه من ناموس الخطية و الموت كما هو مكتوب« لأَنَّ نَامُوسَ رُوحِ الْحَيَاةِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ قَدْ أَعْتَقَنِي مِنْ نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ وَالْمَوْتِ »(رومية ٨ : ٢ ).وسوف أتأمل في موضوع العبادة العقلية في النقاط الآتية : -أولا : العبادة العقلية و معناهاثانيًا : العبادة العقلية و مشتهاهاثالثًا : العبادة العقلية و مداهارابعًا : العبادة العقلية ومزاياهاالتأمل أولاً : العبادة العقلية و معناها : –١ – هي عبادة الإيمان العقلي بالرب الإله يسوع : المكتوب عنه « هُوَذَا عَبْدِي يَعْقِلُ يَتَعَالَى وَيَرْتَقِي وَيَتَسَامَى جِدّا »( إشعياء ٥٢ : ١٣ ) الرب الإلَه يسوع« الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً لِلَّهِ. لَكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذاً صُورَةَ عَبْدٍ »( فيلبي ٢ : ٦ ، ٧ ) الرب الإله يسوع الذي قال « فَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هَذِهِ وَيَعْمَلُ بِهَا أُشَبِّهُهُ بِرَجُلٍ عَاقِلٍ بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الصَّخْرِ »( متى ٧ : ٢٤ ) الرب الإلَه يسوع « الَّذِي جَالَ يَصْنَعُ خَيْراً وَيَشْفِي جَمِيعَ الْمُتَسَلِّطِ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ »( أعمال الرسل ١٠ : ٣٨ ) الرب الإلَه يسوع الذي عندما تقابل مع المجنون و أخرج منه لجئون فرأى الناس « الْمَجْنُونَ الَّذِي كَانَ فِيهِ اللَّجِئُونُ جَالِساً وَلاَبِساً وَعَاقِلاً »( مرقس ٥ : ١٥ ) و كل « من أَجَابَ بِعَقْلٍ قَالَ لَهُ: «لَسْتَ بَعِيداً عَنْ مَلَكُوتِ اللَّهِ »( مرقس ١٢ : ٣٤ ).٢ – هي عبادة الأدب و الهتاف و قبول الابن : الذي هو الرب الإلَه يسوع المسيح قبل مجيء غضبه كما هو مكتوب « فَالآنَ يَا أَيُّهَا الْمُلُوكُ تَعَقَّلُوا. تَأَدَّبُوا يَا قُضَاةَ الأَرْضِ. اعْبُدُوا الرَّبَّ بِخَوْفٍ وَاهْتِفُوا بِرَعْدَةٍ. قَبِّلُوا الاِبْنَ لِئَلاَّ يَغْضَبَ فَتَبِيدُوا مِنَ الطَّرِيقِ. لأَنَّهُ عَنْ قَلِيلٍ يَتَّقِدُ غَضَبُهُ. طُوبَى لِجَمِيعِ الْمُتَّكِلِينَ عَلَيْهِ. »( مزامير٢ : ١٠ – ١٢ ) فمكتوب « وَمُلُوكُ الأَرْضِ وَالْعُظَمَاءُ وَالأَغْنِيَاءُ وَالأُمَرَاءُ وَالأَقْوِيَاءُ وَكُلُّ عَبْدٍ وَكُلُّ حُرٍّ، أَخْفَوْا أَنْفُسَهُمْ فِي الْمَغَايِرِ وَفِي صُخُورِ الْجِبَالِ،وَهُمْ يَقُولُونَ لِلْجِبَالِ وَالصُّخُورِ: «اُسْقُطِي عَلَيْنَا وَأَخْفِينَا عَنْ وَجْهِ الْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ وَعَنْ غَضَبِ الْخَرُوفِ، لأَنَّهُ قَدْ جَاءَ يَوْمُ غَضَبِهِ الْعَظِيمُ. وَمَنْ يَسْتَطِيعُ الْوُقُوفَ؟ »( رؤيا ٦ : ١٥ – ١٧ ).٣ – هي عبادة الاختبارات المتعقلة : كما هو مكتوب« فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِرَأْفَةِ اللهِ أَنْ تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ عِبَادَتَكُمُ الْعَقْلِيَّةَ. وَلاَ تُشَاكِلُوا هَذَا الدَّهْرَ بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ. فَإِنِّي أَقُولُ بِالنِّعْمَةِ الْمُعْطَاةِ لِي لِكُلِّ مَنْ هُوَ بَيْنَكُمْ: أَنْ لاَ يَرْتَئِيَ فَوْقَ مَا يَنْبَغِي أَنْ يَرْتَئِيَ بَلْ يَرْتَئِيَ إِلَى التَّعَقُّلِ كَمَا قَسَمَ اللهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِقْدَاراً مِنَ الإِيمَانِ. »(رومية ١٢ : ١ – ٣ ) فيجب أن نكون « مُتَعَقِّلِينَ، أَصِحَّاءَ فِي الإِيمَانِ »(تيطس ٢ : ٢ ) ومن شروط الاسقف أن يكون «عَاقِلاً، مُحْتَشِماً، مُضِيفاً لِلْغُرَبَاءِ، صَالِحاً لِلتَّعْلِيمِ،»(١تيموثاوس ٣ : ٢ ).٤ – هي عبادة العقلاء المتأملين في آخرتهم : كما هو مكتوب «لوْ عَقَلُوا لفَطِنُوا بِهَذِهِ وَتَأَمَّلُوا آخِرَتَهُمْ.» (تثنية ٣٢ : ٢٩ ) « لأَنَّهُ قَدْ ظَهَرَتْ نِعْمَةُ اللهِ الْمُخَلِّصَةُ لِجَمِيعِ النَّاسِ، مُعَلِّمَةً إِيَّانَا أَنْ نُنْكِرَ الْفُجُورَ وَالشَّهَوَاتِ الْعَالَمِيَّةَ، وَنَعِيشَ بِالتَّعَقُّلِ وَالْبِرِّ وَالتَّقْوَى فِي الْعَالَمِ الْحَاضِرِ،»( تيطس ٢ : ١١ ، ١٢ ) لذلك يقول الوحي « اِفْهَمُوا أَيُّهَا الْبُلَدَاءُ فِي الشَّعْبِ وَيَا جُهَلاَءُ مَتَى تَعْقِلُونَ؟ »(مزامير٩٤ : ٨ ) تأملوا آخرتكم و تعالوا إلى الرب فيقبلكم و لا تكونوا مثل الذين « لاَ يَعْرِفُونَ وَلاَ يَفْهَمُونَ لأَنَّهُ قَدْ طُمِسَتْ عُيُونُهُمْ عَنِ الإِبْصَارِ وَقُلُوبُهُمْ عَنِ التَّعَقُّلِ »(إشعياء ٤٤ : ١٨ ).٥ – هي عبادة الإيمان العقلي العامل و ليس إيمان القول الباطل : يظلم بعض الوعاظ العقل ويقولون أن الإيمان العقلي إيمان باطل لعدم قدرتهم على التمييز بين إيمان القول الباطل و إيمان العقل العامل. لذلك أقوم بتوضيح ذلك من أقوال الوحي المقدس كما يلي : –أ – الإيمان القولي الباطل : هو إيمان غير عامل بل هو مجرد إدعاء قولي لا منفعة منه كما هو مكتوب « مَا الْمَنْفَعَةُ يَا إِخْوَتِي إِنْ قَالَ أَحَدٌ إِنَّ لَهُ إِيمَاناً وَلَكِنْ لَيْسَ لَهُ أَعْمَالٌ؟ هَلْ يَقْدِرُ الإِيمَانُ أَنْ يُخَلِّصَهُ؟ إِنْ كَانَ أَخٌ وَأُخْتٌ عُرْيَانَيْنِ وَمُعْتَازَيْنِ لِلْقُوتِ الْيَوْمِيِّ، فَقَالَ لَهُمَا أَحَدُكُمُ: «امْضِيَا بِسَلاَمٍ، اسْتَدْفِئَا وَاشْبَعَا» وَلَكِنْ لَمْ تُعْطُوهُمَا حَاجَاتِ الْجَسَدِ، فَمَا الْمَنْفَعَةُ؟هَكَذَا الإِيمَانُ أَيْضاً، إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَعْمَالٌ، مَيِّتٌ فِي ذَاتِهِ. »( يعقوب ٢ : ١٤ – ١٧ ) فإدعاء الإيمان بوحدانية الله وعدم قبول الرب يسوع المخلص هو قول شكلي باطل لا قيمة له يشبه إيمان الشياطين كما هو مكتوب « أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ اللَّهَ وَاحِدٌ. حَسَناً تَفْعَلُ. وَالشَّيَاطِينُ يُؤْمِنُونَ وَيَقْشَعِرُّونَ! وَلَكِنْ هَلْ تُرِيدُ أَنْ تَعْلَمَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ الْبَاطِلُ أَنَّ الإِيمَانَ بِدُونِ أَعْمَالٍ مَيِّتٌ؟ »( يعقوب ٢ : ١٩ ، ٢٠ )« لأَنَّهُ كَمَا أَنَّ الْجَسَدَ بِدُونَ رُوحٍ مَيِّتٌ، هَكَذَا الإِيمَانُ أَيْضاً بِدُونِ أَعْمَالٍ مَيِّتٌ. »( يعقوب ٢ : ٢٦ ) لأن الأعمال هي روح الإيمان فكما أن الجسد لا يستطيع أن يعيش بدون روح هكذا الإيمان لا يمكن أن يقوم بدون أعمال لأن الإيمان يحيا بأعماله كما أن الجسد الحي يحيا بروحه.ب – الإيمان العقلي العامل : هو إيمان يسيطر على العقل الذي هو مركز الروح فمكتوب« وَلَكِنَّ فِي النَّاسِ رُوحاً وَنَسَمَةُ الْقَدِيرِ تُعَقِّلُهُمْ »(أيوب ٣٢ : ٨ ) فهو إيمان َيَرْتَئِيَ إِلَى التَّعَقُّلِ كَمَا قَسَمَ اللهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِقْدَاراً مِنَ الإِيمَانِ. »( رومية ١٢ : ٣ ) ومتي سيطر الإيمان على العقل الذي هو مركز الروح فمن المحتوم أن يعمل ذلك الإيمان بأعماله المرتبطة به في المؤمن و بالمؤمن فتظهر تلك الأعمال أنها بالله معمولة لذلك فإن الإيمان العقلي هو إيمان روحي إختباري عملي يختبر الإرادة الإلهية الصالحة وعملي يرتئي إلى التعقل و تظهر فيه مواهب الخدمة المختلفة مثل النبوات و العظات و التعاليم و العطاء بسرور مع التدبير والرحمة كما هو مكتوب« فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِرَأْفَةِ اللهِ أَنْ تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ عِبَادَتَكُمُ الْعَقْلِيَّةَ. وَلاَ تُشَاكِلُوا هَذَا الدَّهْرَ بَلْ تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ لِتَخْتَبِرُوا مَا هِيَ إِرَادَةُ اللهِ الصَّالِحَةُ الْمَرْضِيَّةُ الْكَامِلَةُ. فَإِنِّي أَقُولُ بِالنِّعْمَةِ الْمُعْطَاةِ لِي لِكُلِّ مَنْ هُوَ بَيْنَكُمْ: أَنْ لاَ يَرْتَئِيَ فَوْقَ مَا يَنْبَغِي أَنْ يَرْتَئِيَ بَلْ يَرْتَئِيَ إِلَى التَّعَقُّلِ كَمَا قَسَمَ اللهُ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِقْدَاراً مِنَ الإِيمَانِ. فَإِنَّهُ كَمَا فِي جَسَدٍ وَاحِدٍ لَنَا أَعْضَاءٌ كَثِيرَةٌ وَلَكِنْ لَيْسَ جَمِيعُ الأَعْضَاءِ لَهَا عَمَلٌ وَاحِدٌهَكَذَا نَحْنُ الْكَثِيرِينَ: جَسَدٌ وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ وَأَعْضَاءٌ بَعْضاً لِبَعْضٍ كُلُّ وَاحِدٍ لِلآخَرِ. وَلَكِنْ لَنَا مَوَاهِبُ مُخْتَلِفَةٌ بِحَسَبِ النِّعْمَةِ الْمُعْطَاةِ لَنَا: أَنُبُوَّةٌ فَبِالنِّسْبَةِ إِلَى الإِيمَانِ أَمْ خِدْمَةٌ فَفِي الْخِدْمَةِ أَمِ الْمُعَلِّمُ فَفِي التَّعْلِيمِ أَمِ الْوَاعِظُ فَفِي الْوَعْظِ الْمُعْطِي فَبِسَخَاءٍ الْمُدَبِّرُ فَبِاجْتِهَادٍ الرَّاحِمُ فَبِسُرُورٍ. »(رومية ١٢ : ١ – ٨ ) ومكتوب «لأَنَّهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لاَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئاً وَلاَ الْغُرْلَةُ، بَلِ الإِيمَانُ الْعَامِلُ بِالْمَحَبَّةِ.»( غلاطيَّة ٥ : ٦ ).ثانيًا : العبادة العقلية و مشتهاها : –كل الذين يعبدون الرب عبادة عقلية يشتهون اللبن العقلي كما هو مكتوب «وَكَأَطْفَالٍ مَوْلُودِينَ الآنَ اشْتَهُوا اللَّبَنَ الْعَقْلِيَّ الْعَدِيمَ الْغِشِّ لِكَيْ تَنْمُوا بِهِ»(١بطرس ٢ : ٢ ).١ – إشتهاء كلمة الرب : فمكتوب « فَتْحُ كَلاَمِكَ يُنِيرُ يُعَقِّلُ الْجُهَّالَ »( مزامير ١١٩ : ١٣٠ ) و قال صاحب المزمور « أَكْثَرَ مِنْ كُلِّ مُعَلِّمِيَّ تَعَقَّلْتُ لأَنَّ شَهَادَاتِكَ هِيَ لَهَجِي. »( مزامير ١١٩ : ٩٩ ) وقال الرب الإله يسوع المسيح « فَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هَذِهِ وَيَعْمَلُ بِهَا أُشَبِّهُهُ بِرَجُلٍ عَاقِلٍ بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الصَّخْرِ. »( متَّى ٧ : ٢٤ ).٢ – إشتهاء الصلاة : فمكتوب«وَإِنَّمَا نِهَايَةُ كُلِّ شَيْءٍ قَدِ اقْتَرَبَتْ، فَتَعَقَّلُوا وَاصْحُوا لِلصَّلَوَاتِ. »(١ بطرس ٤ : ٧ ) لذلك « لاَ تَهْتَمُّوا بِشَيْءٍ، بَلْ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِالصَّلاَةِ وَالدُّعَاءِ مَعَ الشُّكْرِ، لِتُعْلَمْ طِلْبَاتُكُمْ لَدَى اللهِ. وَسَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْلٍ يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ. »(فيلبي ٤ : ٦ ،٧ ).ثالثًا : العبادة العقلية و مداها : –التعقل يمتد مداه إلى طول الحياة كما هو مكتوب «وَنَعِيشَ بِالتَّعَقُّلِ،»( تيطس ٢ : ١٢ ) ويمتد هذا المدى ليشمل جميع العابدين في كل العصور و في كل مكان أحداثًا و رجالاً و نساءً و أزواجًا و زوجاتٍ و كل ابنة أو ابن للرب يجب أن تكون أو يكون ابن عاقل لأن « مَنْ يَجْمَعُ فِي الصَّيْفِ فَهُوَ ابْنٌ عَاقِلٌ »(أمثال ١٠ : ٥ ).١ – الأحداث : كما هو مكتوب« كَذَلِكَ عِظِ الأَحْدَاثَ أَنْ يَكُونُوا مُتَعَقِّلِينَ »( تيطس ٢ : ٦ ).٢ – الشيوخ : فمكتوب « يَكُونَ الأَشْيَاخُ صَاحِينَ، ذَوِي وَقَارٍ، مُتَعَقِّلِينَ »( تيطس ٢ : ٢ ) و الأسقف يكون « مُتَعَقِّلاً، »( تيطس ١: ٨ ) أي « صَاحِياً، عَاقِلاً، » (١تيموثاوس ٣ : ٢ ).٣ – النساء : يكن « مُتَعَقِّلاَتٍ، عَفِيفَاتٍ، »( تيطس ٢ : ٥ ) و مكتوب « اَلْبَيْتُ وَالثَّرْوَةُ مِيرَاثٌ مِنَ الآبَاءِ أَمَّا الزَّوْجَةُ الْمُتَعَقِّلَةُ فَمِنْ عِنْدِ الرَّبِّ. »( أمثال ١٩ : ١٤ ) وقد مدح داود أبيجايل قائلاً « مُبَارَكٌ عَقْلُكِ وَمُبَارَكَةٌ أَنْتِ »(١صموئيل ٢٥ : ٣٣ ) و مكتوب « خِزَامَةُ ذَهَبٍ فِي فِنْطِيسَةِ خِنْزِيرَةٍ الْمَرْأَةُ الْجَمِيلَةُ الْعَدِيمَةُ الْعَقْلِ. »( أمثال ١١ : ٢٢ ).٤ – الرؤساء : كما هو مكتوب «هَاتُوا مِنْ أَسْبَاطِكُمْ رِجَالاً حُكَمَاءَ وَعُقَلاءَ وَمَعْرُوفِينَ فَأَجْعَلُهُمْ رُؤُوسَكُمْ.»( تثنية ١: ١٣ ).رابعًا : العبادة العقلية و مزاياها : –و مزايا العبادة العقلية متعددة أذكر منها : –١ – الحفظ و النصرة : كما هو مكتوب « فَالْعَقْلُ يَحْفَظُكَ وَالْفَهْمُ يَنْصُرُكَ لإِنْقَاذِكَ مِنْ طَرِيقِ الشِّرِّيرِ وَمِنَ الإِنْسَانِ الْمُتَكَلِّمِ بِالأَكَاذِيبِ »( أمثال ٢ : ١١ ، ١٢ ).٢ – بطء الغضب : كما هو مكتوب « تَعَقُّلُ الإِنْسَانِ يُبْطِئُ غَضَبَهُ وَفَخْرُهُ الصَّفْحُ عَنْ مَعْصِيَةٍ. »( أمثال ١٩ : ١١ ).٣ – الحماية من الصرع و الموت : كما هو مكتوب« وَشَعْبٌ لاَ يَعْقِلُ يُصْرَعُ. »(هوشع ٤ : ١٤ ).٤ – العاقل يعرف متى يصمت : ففي الزمان الرديء يصمت العاقل كما هو مكتوب« لِذَلِكَ يَصْمُتُ الْعَاقِلُ فِي ذَلِكَ الزَّمَانِ لأَنَّهُ زَمَانٌ رَدِيءٌ »( عاموس ٥ : ١٣ ) لأن « كَثْرَةُ الْكَلاَمِ لاَ تَخْلُو مِنْ مَعْصِيَةٍ أَمَّا الضَّابِطُ شَفَتَيْهِ فَعَاقِلٌ. »(أمثال ١٠ : ١٩ ).٥ – العاقل يعرف متي يتكلم : فالعاقل يتكلم بحكمة لأن «فِي شَفَتَيِ الْعَاقِلِ تُوجَدُ حِكْمَةٌ وَالْعَصَا لِظَهْرِ النَّاقِصِ الْفَهْمِ. »(أمثال ١٠ : ١٣ ) وقبل الكلام يجب أن نتعقل فقد قال بلدد الشوحي « إِلَى مَتَى تَضَعُونَ أَشْرَاكاً لِلْكَلاَمِ؟ تَعَقَّلُوا وَبَعْدُ نَتَكَلَّمُ. »(أيوب ١٨ : ٢ ) فالعاقل لا « يَتَكَلَّمُ بِلاَ مَعْرِفَةٍ وَكَلاَمُهُ لَيْسَ بِتَعَقُّلٍ. »(أيوب ٣٤ : ٣٥ ) وكلام العاقل معقول وليس مثل كلام الشرير الذي « كَلاَمُ فَمِهِ إِثْمٌ وَغِشٌّ. كَفَّ عَنِ التَّعَقُّلِ عَنْ عَمَلِ الْخَيْرِ. »( مزامير ٣٦ : ٣ ).٦ – احتمال الأغبياء بسرور : فمكتوب « فَإِنَّكُمْ بِسُرُورٍ تَحْتَمِلُونَ الأَغْبِيَاءَ، إِذْ أَنْتُمْ عُقَلاَءُ! »( ٢كورنثوس ١١ : ١٩ ) حتي و إن اعتبرونا مختلين في عبادتنا العقلية يكون لسان حالنا قول الوحي « لأَنَّنَا إِنْ صِرْنَا مُخْتَلِّينَ فَلِلَّهِ، أَوْ كُنَّا عَاقِلِينَ فَلَكُمْ. »( ٢كورنثوس ٥ : ١٣ ).٧ – السلوك في طريق كامل : فمكتوب« رَحْمَةً وَحُكْماً أُغَنِّي. لَكَ يَا رَبُّ أُرَنِّمُ. أَتَعَقَّلُ فِي طَرِيقٍ كَامِلٍ. مَتَى تَأْتِي إِلَيَّ؟ أَسْلُكُ فِي كَمَالِ قَلْبِي فِي وَسَطِ بَيْتِي »( مزامير ١٠١: ١، ٢ ).٨ – النجاة من السقوط : فقد قال الرب الإلَه يسوع « فَكُلُّ مَنْ يَسْمَعُ أَقْوَالِي هَذِهِ وَيَعْمَلُ بِهَا أُشَبِّهُهُ بِرَجُلٍ عَاقِلٍ بَنَى بَيْتَهُ عَلَى الصَّخْرِ فَنَزَلَ الْمَطَرُ وَجَاءَتِ الأَنْهَارُ وَهَبَّتِ الرِّيَاحُ وَوَقَعَتْ عَلَى ذَلِكَ الْبَيْتِ فَلَمْ يَسْقُطْ لأَنَّهُ كَانَ مُؤَسَّساً عَلَى الصَّخْرِ. »( متًّى ٧ : ٢٤، ٢٥ ). | |
|