ثالثًا : بعض معاني المعموديَّة : -
١ – صبغة :
وتعنى تغير الشكل و اللون وذلك عندما يغمس النسيج في الصبغة فتتغلغل الصبغة في كل خليَّة من خلايا النسيج فيأخذ النسيج شكل و لون الصبغة التي اصطبغ بها كما هو مكتوب« تَغَيَّرُوا عَنْ شَكْلِكُمْ بِتَجْدِيدِ أَذْهَانِكُمْ»( رومية ١٢ : ٢ ) و يجب أن نعلم أن الرَّب يسوع اعتمد بالموت و الدفن و القيامة و أخذ خطايا الوجود كله و اصطبغ بها لأنه لا يستطيع أي مخلوق مهما كانت قوَّته أن يحتمل خطايا الوجود كله والنتائج المفزعة للخطايا زمنيًّا و أبديَّا من الام و أحزان و موت جسدي بكل أوجاعه و موت ثاني في الهاوية و البحيرة المتقدة بالنار و الكبريت لكن يسوع لأنَّه الرَّب الإلَه الغير محدود الوجود و القوَّة والقدرة فأنَّه قادر أن يذوق بنعمته الإلَهية «الْمَوْتَ لأَجْلِ كُلِّ وَاحِدٍ»( عبرانيين ٢ : ٩ ) و تضغط عليه أوجاع و أحزان و آثام و أمراض و معاصي و ذل و انسحاق و موت و دينونة و كذلك العقاب الأبدي لجميع الخليقة لذلك «أَحْزَانَنَا حَمَلَهَا وَأَوْجَاعَنَا تَحَمَّلَهَا. وَنَحْنُ حَسِبْنَاهُ مُصَاباً مَضْرُوباً مِنَ اللَّهِ وَمَذْلُولاً. وَهُوَ مَجْرُوحٌ لأَجْلِ مَعَاصِينَا مَسْحُوقٌ لأَجْلِ آثَامِنَا. تَأْدِيبُ سَلاَمِنَا عَلَيْهِ وَبِحُبُرِهِ شُفِينَا. كُلُّنَا كَغَنَمٍ ضَلَلْنَا. مِلْنَا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى طَرِيقِهِ وَالرَّبُّ وَضَعَ عَلَيْهِ إِثْمَ جَمِيعِنَا. ظُلِمَ أَمَّا هُوَ فَتَذَلَّلَ وَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ كَشَاةٍ تُسَاقُ إِلَى الذَّبْحِ وَكَنَعْجَةٍ صَامِتَةٍ أَمَامَ جَازِّيهَا فَلَمْ يَفْتَحْ فَاهُ. مِنَ الضُّغْطَةِ وَمِنَ الدَّيْنُونَةِ أُخِذَ.»( إشعياء ٥٣ : ٤ – ٨ )يسوع الرَّب الإلَه الذى هو« أَبْرَعُ جَمَالاً مِنْ بَنِي الْبَشَرِ»( مزامير ٤٥ : ٢ ) عندما« حَمَلَ هُوَ نَفْسُهُ خَطَايَانَا فِي جَسَدِهِ عَلَى الْخَشَبَةِ»( ١ بطرس ٢ : ٢٤ ) تغير شكله و أصبح «لاَ صُورَةَ لَهُ وَلاَ جَمَالَ فنَنْظُرَ إِلَيْهِ وَلاَ مَنْظَرَ فَنَشْتَهِيهِ»( إشعياء ٥٣ : ٢ ) و« كَانَ مَنْظَرُهُ كَذَا مُفْسَداً أَكْثَرَ مِنَ الرَّجُلِ وَصُورَتُهُ أَكْثَرَ مِنْ بَنِي آدَمَ»( إشعياء ٥٢ : ١٤ ) و قد قال الرَّب يسوع «وَلِي صِبْغَةٌ أَصْطَبِغُهَا وَكَيْفَ أَنْحَصِرُ حَتَّى تُكْمَلَ؟»( لوقا ١٢ : ٥٠ ) و كلمة صبغة مكتوبة في الأصل اليوناني معمودية « βαπτισμα »و قد ترجمت بالإنجليزيَّة هكذا «But I have a baptism to be baptized » وقد تم ذلك بموت الرَّب و دفنه و قيامته فعندما اعتمد الرَّب من أجلنا صلب من أجلنا نحن الذين نستحق الصلب و مات من أجلنا نحن الذين نستحق الموت و عندما قام فإن الرَّب الإلَه الآب «أَقَامَنَا مَعَهُ، وَأَجْلَسَنَا مَعَهُ فِي السَّمَاوِيَّاتِ »( أفسس ٢ : ٦ ) فكما اصطبغ الرَّب يسوع في قبحنا و أمراضنا وموتنا نصطبغ نحن في حياته و جماله لأنه و هو لم يعرف خطيَّة صار ذبيحة «خَطِيَّةً لأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ اللهِ فِيهِ.»( ٢كورنثوس ٥ : ٢١ ) و يتم فينا المكتوب«كُلُّكِ جَمِيلٌ يَا حَبِيبَتِي لَيْسَ فِيكِ عَيْبَةٌ.»( نشيد الانشاد ٤ : ٧ )« أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضاً الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا لِكَيْ يُقَدِّسَهَا، مُطَهِّراً إِيَّاهَا بِغَسْلِ الْمَاءِ بِالْكَلِمَةِ، لِكَيْ يُحْضِرَهَا لِنَفْسِهِ كَنِيسَةً مَجِيدَةً، لاَ دَنَسَ فِيهَا وَلاَ غَضْنَ أَوْ شَيْءٌ مِنْ مِثْلِ ذَلِكَ، بَلْ تَكُونُ مُقَدَّسَةً وَبِلاَ عَيْبٍ.»( أفسس ٥ : ٢٥ – ٢٧ ).
٢ – اتِّحاد:
فكما اتَّحد الرَّب الإلَه يسوع بنا وعاش كما نعيش و مات كما نموت كما هو مكتوب« الَّذِي إِذْ كَانَ فِي صُورَةِ اللهِ، لَمْ يَحْسِبْ خُلْسَةً أَنْ يَكُونَ مُعَادِلاً لِلَّهِ. لَكِنَّهُ أَخْلَى نَفْسَهُ، آخِذاً صُورَةَ عَبْدٍ، صَائِراً فِي شِبْهِ النَّاسِ. وَإِذْ وُجِدَ فِي الْهَيْئَةِ كَإِنْسَانٍ، وَضَعَ نَفْسَهُ وَأَطَاعَ حَتَّى الْمَوْتَ مَوْتَ الصَّلِيبِ»( فيلبى ٢ : ٦-٨ )« فَإِذْ قَدْ تَشَارَكَ الأَوْلاَدُ فِي اللَّحْمِ وَالدَّمِ اشْتَرَكَ هُوَ أَيْضاً كَذَلِكَ فِيهِمَا، لِكَيْ يُبِيدَ بِالْمَوْتِ ذَاكَ الَّذِي لَهُ سُلْطَانُ الْمَوْتِ، أَيْ إِبْلِيسَ، وَيُعْتِقَ أُولَئِكَ الَّذِينَ خَوْفاً مِنَ الْمَوْتِ كَانُوا جَمِيعاً كُلَّ حَيَاتِهِمْ تَحْتَ الْعُبُودِيَّةِ. مِنْ ثَمَّ كَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُشْبِهَ إِخْوَتَهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ، لِكَيْ يَكُونَ رَحِيماً، وَرَئِيسَ كَهَنَةٍ أَمِيناً فِي مَا لِلَّهِ حَتَّى يُكَفِّرَ خَطَايَا الشَّعْبِ. لأَنَّهُ فِي مَا هُوَ قَدْ تَأَلَّمَ مُجَرَّباً يَقْدِرُ أَنْ يُعِينَ الْمُجَرَّبِينَ.»( عبرانيين٢ : ١٤ ، ١٥ ، ١٧ ، ١٨ ) لذلك عندما نتحد مع الرب يسوع في معموديته بالإيمان نندمج فيه روحيًّا بالإيمان بصفته أصل الوجود« فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشاً امْ سِيَادَاتٍ امْ رِيَاسَاتٍ امْ سَلاَطِينَ الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ اَلَّذِي هُوَ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ، وَفِيهِ يَقُومُ الْكُلُّ»(كولوسي١٧،١٦:١ ) و بما أن كل الوجود منه و فيه إذًا نحن كنَّا فيه متحدين في لحمه و عظامه عندما صلب صلبنا معه وعندما مات متنا معه و عندما دفن دفنا معه و عندما قام قمنا معه لأنَّه بكر كل خليقة أي الجد الأكبر لكل الخليقة فكما أنَّ وجودنا مرتبط بتسلسل وجود أجدادنا لأننا كنا فيهم قبل أن يتحقق وجودنا عمليا وكما قاسوا ونحن فيهم ولم نشعر بما قاسوه و لكننا كنا فيهم وبما أن الرب الإلَه يسوع كانت فيه كل الخليقة قبل ظهورها في الوجود المرئي الملموس إذن فالرب الإلَه يسوع هو الجد الأكبر لكل الخليقة لذلك كل الخليقة كانت فيه عندما قاسى من الجلد والصلب والموت والدفن ولكن تكلل عمله الفدائي العظيم بقيامته المجيدة من الأموات كما هو مكتوب« مَدْفُونِينَ مَعَهُ فِي الْمَعْمُودِيَّةِ، الَّتِي فِيهَا اقِمْتُمْ ايْضاً مَعَهُ بِإِيمَانِ عَمَلِ اللهِ، الَّذِي اقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ.وَإِذْ كُنْتُمْ امْوَاتاً فِي الْخَطَايَا وَغَلَفِ جَسَدِكُمْ، احْيَاكُمْ مَعَهُ ،مُسَامِحاً لَكُمْ بِجَمِيعِ الْخَطَايَا »(كولوسي ٢: ١٣،١٢ )«أَمْ تَجْهَلُونَ أَنَّنَا كُلَّ مَنِ اعْتَمَدَ لِيَسُوعَ الْمَسِيحِ اعْتَمَدْنَا لِمَوْتِهِ فَدُفِنَّا مَعَهُ بِالْمَعْمُودِيَّةِ لِلْمَوْتِ حَتَّى كَمَا أُقِيمَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ بِمَجْدِ الآبِ هَكَذَا نَسْلُكُ نَحْنُ أَيْضاً فِي جِدَّةِ الْحَيَاةِ. لأَنَّهُ إِنْ كُنَّا قَدْ صِرْنَا مُتَّحِدِينَ مَعَهُ بِشِبْهِ مَوْتِهِ نَصِيرُ أَيْضاً بِقِيَامَتِهِ. عَالِمِينَ هَذَا: أَنَّ إِنْسَانَنَا الْعَتِيقَ قَدْ صُلِبَ مَعَهُ لِيُبْطَلَ جَسَدُ الْخَطِيَّةِ كَيْ لاَ نَعُودَ نُسْتَعْبَدُ أَيْضاً لِلْخَطِيَّةِ. لأَنَّ الَّذِي مَاتَ قَدْ تَبَرَّأَ مِنَ الْخَطِيَّةِ. فَإِنْ كُنَّا قَدْ مُتْنَا مَعَ الْمَسِيحِ نُؤْمِنُ أَنَّنَا سَنَحْيَا أَيْضاً مَعَهُ. عَالِمِينَ أَنَّ الْمَسِيحَ بَعْدَمَا أُقِيمَ مِنَ الأَمْوَاتِ لاَ يَمُوتُ أَيْضاً. لاَ يَسُودُ عَلَيْهِ الْمَوْتُ بَعْدُ. لأَنَّ الْمَوْتَ الَّذِي مَاتَهُ قَدْ مَاتَهُ لِلْخَطِيَّةِ مَرَّةً وَاحِدَةً وَالْحَيَاةُ الَّتِي يَحْيَاهَا فَيَحْيَاهَا لِلَّهِ. كَذَلِكَ أَنْتُمْ أَيْضاً احْسِبُوا أَنْفُسَكُمْ أَمْوَاتاً عَنِ الْخَطِيَّةِ وَلَكِنْ أَحْيَاءً لِلَّهِ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا»( رومية ٦ : ٣ – ١١ ).
٣ – لباس :
فعندما نؤمن بفداء المسيح فإن الرب الإله الروح يجعلنا نلبس المسيح ونصبح فيه وهو فينا وهو تعبير رمزي عن سلوكنا الظاهري بحسب تعاليم الرب الإلَه يسوع المسيح كما هو مكتوب« لأَنَّكُمْ جَمِيعاً أَبْنَاءُ اللهِ بِالإِيمَانِ بِالْمَسِيحِ يَسُوعَ. لأَنَّ كُلَّكُمُ الَّذِينَ اعْتَمَدْتُمْ بِالْمَسِيحِ قَدْ لَبِسْتُمُ الْمَسِيحَ لَيْسَ يَهُودِيٌّ وَلاَ يُونَانِيٌّ. لَيْسَ عَبْدٌ وَلاَ حُرٌّ لَيْسَ ذَكَرٌ وَأُنْثَى لأَنَّكُمْ جَمِيعاً وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ يَسوعَ»( غلاطيَّة ٣ : ٢٦ – ٢٨ ) وبالتالي يبتهج الذكور والإناث بثياب الخلاص لآنَّه لا فرق كما هو مكتوب « فَرَحاً أَفْرَحُ بِالرَّبِّ. تَبْتَهِجُ نَفْسِي بِإِلَهِي لأَنَّهُ قَدْ أَلْبَسَنِي ثِيَابَ الْخَلاَصِ. كَسَانِي رِدَاءَ الْبِرِّ مِثْلَ عَرِيسٍ يَتَزَيَّنُ بِعِمَامَةٍ وَمِثْلَ عَرُوسٍ تَتَزَيَّنُ بِحُلِيِّهَا»( إشعياء٦١ : ١٠ ) لذلك فالمؤمنون يعتمدون بالروح القدس في المسيح أي ترتبط حياتهم بحياة الرب الإلَه يسوع المسيح لضمان الخلاص ولهم حق قبول المعمودية بالمسيح ليلبسوا قوة الرب الإلَه الروح القدس فبعد أن كانت قوة الروح فيهم تصير قوة الروح فيهم وهم في قوة الرب الإلَه الروح القدس وهذه المعموديَّة يعمد بها الرب الإلَه المسيح وحده وبرهانها هو التكلم بألسنة أخرى فقد قال يوحنَّا المعمدان عن الرب الإله يسوع المسيح أنَّه«هُوَ الَّذِي يُعَمِّدُ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ »( يوحنَّا ١ : ٣٣ ) وقد قال الرَّب يسوع المسيح للتلاميذ عن المعموديَّة في قوة الرب الإلَه الروح القدس « وَهَا أَنَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ مَوْعِدَ أَبِي. فَأَقِيمُوا فِي مَدِينَةِ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَنْ تُلْبَسُوا قُوَّةً مِنَ الأَعَالِي»( لوقا ٢٤ : ٤٩ )«وَفِيمَا هُوَ مُجْتَمِعٌ مَعَهُمْ أَوْصَاهُمْ أَنْ لاَ يَبْرَحُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ بَلْ يَنْتَظِرُوا مَوْعِدَ الآبِ الَّذِي سَمِعْتُمُوهُ مِنِّي لأَنَّ يُوحَنَّا عَمَّدَ بِالْمَاءِ وَأَمَّا أَنْتُمْ فَسَتَتَعَمَّدُونَ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ لَيْسَ بَعْدَ هَذِهِ الأَيَّامِ بِكَثِيرٍ»( أعمال الرسل ١ : ٤ ، ٥ )وقد حدث ذلك بعلامة وحيدة للملء من قوة الرب الإلَه الروح القدس عن طريق المعمودية في قوة الرب الإلَه الروح القدس التي يعمِّد بها الرب الإله يسوع المسيح وحده و لا أحد يعمِّد بها غيره كما هو مكتوب« وَلَمَّا حَضَرَ يَوْمُ الْخَمْسِينَ كَانَ الْجَمِيعُ مَعاً بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَصَارَ بَغْتَةً مِنَ السَّمَاءِ صَوْتٌ كَمَا مِنْ هُبُوبِ رِيحٍ عَاصِفَةٍ وَمَلأَ كُلَّ الْبَيْتِ حَيْثُ كَانُوا جَالِسِينَ وَظَهَرَتْ لَهُمْ أَلْسِنَةٌ مُنْقَسِمَةٌ كَأَنَّهَا مِنْ نَارٍ وَاسْتَقَرَّتْ عَلَى كُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ. وَامْتَلأَ الْجَمِيعُ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ وَابْتَدَأُوا يَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَةٍ أُخْرَى كَمَا أَعْطَاهُمُ الرُّوحُ أَنْ يَنْطِقُوا»( أعمال الرسل ٢ : ١ – ٤ ) فالملء بالروح القدس عن طريق معموديَّة الروح القدس والنار له علامة وحيدة هي التكلم بألسنة أخرى وهو ملء خاص بالعهد الجديد فقط كما قال يوحنَّا المعمدان الممتلئ بالروح القدس من بطن أمه حسب اختبار العهد القديم بدون علامة الألسنة الجديدة مميزًا بين الملء العادي والملء عن طريق معموديَّة الروح القدس و نار وشهد قائلاً « أَنَا أُعَمِّدُكُمْ بِمَاءٍ لِلتَّوْبَةِ وَلَكِنِ الَّذِي يَأْتِي بَعْدِي هُوَ أَقْوَى مِنِّي الَّذِي لَسْتُ أَهْلاً أَنْ أَحْمِلَ حِذَاءَهُ. هُوَ سَيُعَمِّدُكُمْ بِالرُّوحِ الْقُدُسِ وَنَارٍ»( متَّى ٣ : ١١ ) مبرهنًا أن الملء عن طريق معموديَّة الروح القدس و نار يختلف عن الملء العادي بالروح القدس المشترك بين العهدين القديم والجديد الذي لا تلازمه علامة التكلم بألسنة أخرى لذلك فالذين ينادون بأن الملء بقوة الروح القدس عن طريق المعمودية بالروح القدس والنار التي يعمد بها المسيح المؤمنين بها لا تلزمها علامة التكلم بألسنة أخرى هم على خطأ شديد بسبب خلطهم للمفاهيم اللاهوتيَّة العميقة التي لا يدركون الفوارق بينها لذلك فالمؤمن المولود ولادة جديدة يجب أن يدرك أن اختبار الولادة الجديدة مشترك بين العهدين القديم والجديد والملء العادي بالروح القدس الذي لا تلازمه علامة التكلم بألسنة جديدة هو ملء مشترك بين العهدين القديم والجديد أما الملء الخاص بالعهد الجديد وحده الذى أوصى به الرب الإلَه يسوع للمؤمنين هو طريق المعمودية بالروح القدس ونار الذي يتبرهن بقدرة المؤمن على التكلم بألسنة أخرى كالعلامة الوحيدة الدالة عليه.
٤ – اعتماد :
و ذلك يعني الاتِّكال و الاعتماد على من اعتمد خلاصي بدمه و موته و دفنه و قيامته من أجلي ومن أجل غفران خطاياي وقال لتلاميذه«اذْهَبُوا إِلَى الْعَالَمِ أَجْمَعَ وَاكْرِزُوا بِالإِنْجِيلِ لِلْخَلِيقَةِ كُلِّهَا. مَنْ آمَنَ وَاعْتَمَدَ خَلَصَ وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ يُدَنْ.»( مرقس ١٦ : ١٥ ، ١٦ ) و قال بطرس لجموع الراغبين في الخلاص« تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى اسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِغُفْرَانِ الْخَطَايَا فَتَقْبَلُوا عَطِيَّةَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. لأَنَّ الْمَوْعِدَ هُوَ لَكُمْ وَلأَوْلاَدِكُمْ وَلِكُلِّ الَّذِينَ عَلَى بُعْدٍ كُلِّ مَنْ يَدْعُوهُ الرَّبُّ إِلَهُنَا»( أعمال الرسل ٢ : ٣٨ ، ٣٩) والاعتماد على اسم الرب الإلَه يسوع المسيح هو الإيمان بأن الرب الإله يسوع اعتمد خلاصي بالتوقيع باسمه على قرار خلاصي الأبدي و بالتالي أعطاني صك الغفران و التبرير لدخول ملكوته الأبدي بالاعتماد على اسمه و باسمه بعدما محا صك هلاكي كما هو مكتوب « مَدْفُونِينَ مَعَهُ فِي الْمَعْمُودِيَّةِ، الَّتِي فِيهَا اقِمْتُمْ ايْضاً مَعَهُ بِإِيمَانِ عَمَلِ اللهِ، الَّذِي اقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ. وَإِذْ كُنْتُمْ امْوَاتاً فِي الْخَطَايَا وَغَلَفِ جَسَدِكُمْ، احْيَاكُمْ مَعَهُ، مُسَامِحاً لَكُمْ بِجَمِيعِ الْخَطَايَا إِذْ مَحَا الصَّكَّ الَّذِي عَلَيْنَا فِي الْفَرَائِضِ، الَّذِي كَانَ ضِدّاً لَنَا، وَقَدْ رَفَعَهُ مِنَ الْوَسَطِ مُسَمِّراً ايَّاهُ بِالصَّلِيبِ،»(كولوسي٢: ١٢ – ١٤).
٥ – سؤال :
سؤال من ضمير صالح راغب في الخلاص ناتج عن تبكيت من الرب الإلَه الروح القدس وجاذبيَّة من الرب الإلَه الآب كما هو مكتوب« يُخَلِّصُنَا نَحْنُ الآنَ أَيِ الْمَعْمُودِيَّةُ. لاَ إِزَالَةُ وَسَخِ الْجَسَدِ، بَلْ سُؤَالُ ضَمِيرٍ صَالِحٍ عَنِ اللهِ بِقِيَامَةِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ»( ١بطرس ٣ : ٢١ ) و قد ظهر ذلك بوضوح في عدة مواقف أذكر منها ما حدث يوم الخمسين عندما تكلم بطرس إلى اليهود عن صلب و قيامة الرب الإلَه يسوع المسيح كما هو مكتوب« فَلَمَّا سَمِعُوا نُخِسُوا فِي قُلُوبِهِمْ وَسَأَلُوا بُطْرُسَ وَسَائِرَ الرُّسُلِ: «مَاذَا نَصْنَعُ أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ؟» فَقَالَ لَهُمْ بُطْرُسُ: «تُوبُوا وَلْيَعْتَمِدْ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ عَلَى اسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ لِغُفْرَانِ الْخَطَايَا فَتَقْبَلُوا عَطِيَّةَ الرُّوحِ الْقُدُسِ. لأَنَّ الْمَوْعِدَ هُوَ لَكُمْ وَلأَوْلاَدِكُمْ وَلِكُلِّ الَّذِينَ عَلَى بُعْدٍ كُلِّ مَنْ يَدْعُوهُ الرَّبُّ إِلَهُنَا»( أعمال الرسل ٢: ٣٧ – ٣٩ ) و ما حدث مع بولس و سيلا مع سجَّان فيلبي عندما حدثت الزلزلة الذى طلب« ضَوْءاً وَانْدَفَعَ إِلَى دَاخِلٍ وَخَرَّ لِبُولُسَ وَسِيلاَ وَهُوَ مُرْتَعِدٌ ثُمَّ أَخْرَجَهُمَا وَقَالَ: «يَا سَيِّدَيَّ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ أَفْعَلَ لِكَيْ أَخْلُصَ؟» فَقَالاَ: «آمِنْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ فَتَخْلُصَ أَنْتَ وَأَهْلُ بَيْتِكَ». وَكَلَّمَاهُ وَجَمِيعَ مَنْ فِي بَيْتِهِ بِكَلِمَةِ الرَّبِّ. فَأَخَذَهُمَا فِي تِلْكَ السَّاعَةِ مِنَ اللَّيْلِ وَغَسَّلَهُمَا مِنَ الْجِرَاحَاتِ وَاعْتَمَدَ فِي الْحَالِ هُوَ وَالَّذِينَ لَهُ
أَجْمَعُونَ.»( أعمال الرسل ١٦ : ٢٩ – ٣٣ ) و من قبله ليديَّة بيَّاعة الأرجوان التي فتح« الرَّبُّ قَلْبَهَا لِتُصْغِيَ إِلَى مَا كَانَ يَقُولُهُ بُولُسُ فَلَمَّا اعْتَمَدَتْ هِيَ وَأَهْلُ بَيْتِهَا طَلَبَتْ قَائِلَةً: «إِنْ كُنْتُمْ قَدْ حَكَمْتُمْ أَنِّي مُؤْمِنَةٌ بِالرَّبِّ فَادْخُلُوا بَيْتِي وَامْكُثُوا». فَأَلْزَمَتْنَا.»( أعمال الرسل ١٦ : ١٤ ، ١٥ ).